صفات الشخصية النرجسية

صفات الشخصية النرجسية

الشخصية النرجسية هي تلك الشخصية المغرورة ، التي لا تحب الخير إلا لنفسها، تبقى هي ويختفي الجميع، تفرح هي ويحزن اللآخرون. هذه نقطة من بحر الشخصية النرجسية. في هذا المقال سوف نناقش بكل إسهاب هذه النوعية من البشر.

صفات الشخصية النرجسية

إن من يعرف أن يفرق بين الشخصية النرجسية و الشخصية العادية فلينتبه إلى هذه الصفات التي تميزها وهي كاللآتي:

الأذى

إن الشخصية النرجسية مؤذية جدا، تغير ضحيتها من شخصية عادية إلى شخصية منهارة نفسيا، وتسرق روحها وحياتها، حيث أنها توهمها بأنها غير سوية، مريضة ومجنونة، كلها ألفاظ تحاول بها الشخصية النرجسية إسقاطها على ضحيتها حتى توصلها على حافة الجنون، أو أنها تسحب منها كل ما هو جميل، وتصدر لها كل ماهو قبيح من صفات و ألفاظ و نعوت.

حب التملك 

إن الشخصية النرجسية لا تعتبر الضحية شريك لها، بل تعتبرها حاجة تخصها و تمتلكها، فلا تريد أن تعطي للضحية مساحة أن تفكر او تقرر لانها في نظر الشخصية النرجسية هي المسيطرة عى العلاقة،  وهي التي تمتلك كل شيء حتى الهواء الذي تتنفسه الضحية، لهذا لا يجب على هذه الاخيرة أن تفرح او تضحك الا بإذنٍ منها،  وخصوصا إذا استطاعت الشخصية النرجسية أن تُقنع الضحية بأنها ضعيفة و لن تستطيع العيش إلا معها.

الأنانية

حيث ان الشخصية النرجسية لا تفكر الا في نفسها و ترى بقية الناس مجرد حجر أو تراب مثلا،  و السبب في نظرها أن هؤولاء الناس حولها كلهم ليست لهم قيمة او دور،  فقط الاهتمام يجب أن يتمركز حولها هي لا غير،  و يجب على كل من حولها ان يعظمونها و يحترمونها لأنها في نظرها هي الوحيدة التي تستحق ذلك، في حين أنها هي لا يجب عليها احترام أي شخص.

الفرح بمضايقة الآخرين

فالشخصية النرجسية تكون سعيدة جدا عندما ترى الطرف الآخر قلق و حزين،  ففي نظرها بهذه الحالة فإنه لن تستطيع العيش بدونها و أنها هي محور حياته،  فلهذا فإن الشخصية النرجسية تتماذى في أسلوبها لجعل الطرف الآخر أكثر توترا و قلقا وحزنا. و كلما استمر هذا الأخير في هذا الحزن إلا و ازداد تعلق الشخصية النرجسية به.

إسقاط عيوبها على الآخرين 

الشخصية النرجسية دائما تحاول إقناع الطرف الآخر أنه هو الخطاء، وكل الأشياء القبيحة التي تتميز بها الشخصية النرجسية تحاول إسقاطها على الطرف الآخر، و هي تستخدم هذا الإسقاط كحيلة دفاعية لحماية نفسها و الأنا الخاص بها من الوقوع أو النزول إلى مراتب الآخرين الذين تنظر إليهم على أنهم أقل شأنا منها.

عدم قبول النقد

يقول المثل:«كل إناء بما فيه ينضح» فلإن الشخصية النرجسية همها الوحيد هو إنتقاد الطرف الآخر حتى لو كان على صواب،  لانها تريد فقط تعكير مزاجه.  فلهذا إذا تعرضت الشخصية النرجسية هي للنقد فإنها تعتبره هجوما شخصيا على ذاتها،  كما أنها تخاف من رفض المجتمع لها اذا تعرضت للنقد،  وأيضا لإنها تعتبر أنها الأفضل بين الناس و من الشريك فإنها لا يمكنها أن تخطئ نهائيا.

التهرب

إن الشخصية النرجسية دائما تتهرب من الاجوبة على الأسئلة المحرجة المطروحة عليها، فإما تغير الموضوع أو تعطي جواب لا علاقة له مع السؤال،  فهي تعتمد الأجوبة المبهمة حتى تترك الطرف الآخر في حالة غير مستقرة، أو تستطيع بكل خبث أن تجعل الطرف الآخر هو الذي يجب أن يجيب على السؤال، وهكذا لا تستطيع الضحية أخذ أي جواب شاف على سؤالها. 

تضخيم خطأ الآخر 

الشخصية النرجسية لا تترك اي فرصة كي تذكر الطرف الآخر في أخطائه حتى لو كان الخطأ بسيط فإنها تُجاهد و تُكابر على أن تجعل خطأ ألآخر كبير و مؤذي لها،  فمثلا لنفترض أن رجلا نرجسيا إحترق قميصه بمادة الكلور أثناؤ الغسيل، هنا سيحاول ان يتباكى على هذا القميص حتى لو كان يملك مائة قميص غيره،  وهذا التصرف فقط لأنه يريد زوجته مذلولة أمامه،  و دائما تطلب منه المعذرة والغفران حتى تُدمر نفسيا

الإستصغار

هي خدعة مشهورة جدا عند الشخصية النرجسية، ذلك بأنها تتعامل مع الطرف الآخر على أنه طفل صغير، حتى لو كان الآخر متعلم، مثقف، وذو منصب عالي فإنها تتعامل معه على أنه شخص تافه و بسيط و لا يعرف شيئا في هذه الحياة، و تُحاول أن تفهمه أن تجربته وخبرته لاشيء أمام خبرتها، و أنه مجرد شخص ساذج لأنه لا يعرف ما تعرفه هي، «هذا في نظر الشخصيةالنرجسية»، فقط كي تبرهن له انه مهما علا شأنه فإنه سيظل محتاجا إليها. 

كتم المشاعر

كلما تصرفت الشخصية النرجسية تصرف غير لائق، وأراد الطرف الآخر أن يعرب عن إنزعاجه من تصرفاتها، بسرعة تنقلب هذه الشخصية الى لعب  دور الضحية، و أنها لم تكن تقصد إزعاج أحد، و أن نيتها سليمة و لكن الطرف الآخر هو من فهم الأمر بشكل خاطئ، و اتهمها بأمور لم تكن في بالها. و تحسس الطرف الآخر بأنه خاطئ و يجب أن يعتذر منها. فهي دائما تفرض على الضحية أن تكتم مشاعرها و تتقبل أي تصرف منها كيف ما كان نوعه.

الخيانة و الكذب

إن الأسباب التي تدفع الششخصية النرجسية للكذب و الخيانة هو عدم إحساسها بالذنب كما أنها تقنع نفسها أنها على حق،  فتلعب بمشاعر الآخرين وتعلل أفعالها بأن الطرف الآخر يسبب لها ضغوط و اختناق في العلاقة التي تجمعهم و لا يترك لها المتتفس، ولهذا فإنها تلتجأ إلى الكذب و الخيانة من اجل الترويح عن نفسها.

دورالضحية 

كما نعلم أن الشخصية النرجسية قوية جدا في جعل الناس ضحاياها إلا أنها بارعة جدا في لعب دور الضحية حيث أنها تبرر أفعالها السيئة على أنها لم تجد حلا آخر غير هذا التصرف المشين وذلك لكي يجلب التعاطف و تعرض على الضحية أو الشريك التسامح معها و التغاضي عن أفعالها السيئة. 

تكسير الحدود الشخصية 

كلنا نمتلك حدود شخصية في حياتنا ولا نسمح لأي أحد تخطيها لأنها تعتبر حدود صحية و ضرورية جدا،  لأنها تساعد على بناء الشخصية و اخذ القرارات و تبني مبادئ، ولكن الشخصية النرجسية تسعى الى تكسير هذه الحدود و إلغائها، فمثلا تستعمل أغراضك الشخصية بدون إذن، تفتح عليك باب الغرف بدون طرق الباب لأخذ الاذن بالدخول، وهذا تكتيك مفتعل من طرف الشخصية النرجسية لتكسير الحدود و اقتحام حياتك الخاصة من أجل لخبطتها و تعكير صفائها،  وبالتالي يفقد الطرف الآخر أو الضحية الثقة في النفس، ويصبح عاجزا أمام هذه الشخصية المرضية. 

الشعور بالعار 

الشخصية النرجسية هدفها دائما أن تحسس الآخر بالمهانة و الذل، فهذه الطريقة في التعامل هي سلاح قوي تستعملها الشخصية النرجسية للسيطرة على من حولها، فيمكن أن تستعمل أسلوب التنمر بطريقة المزاح فقط كي تجعل الآخرين يضحكون على الطرف الآخر، وذلك كأن تقول هذه الليمونة صفراء مثل وجهك، يعني أنها توجه إهانات مبطنة داخل حديثها وهي تريد تمرير رسائل للآخر من أجل تحطيمه و ٱستصغاره أمام الآخرين. و هذا الاسلوب تستعمله الشخصية النرجسية لما تكون ضحيتها أمام مجموعة كبيرة من الناس.

 خلاصة

بشكل عام إن هدف الشخصية النرجسية هو السيطرة، لهذا فإن تحطيمها يكون بمواجهتها وعدم الانبطاخ لها ولرغباتها الجائرة، وأيضا تجاهلها قدر المستطاع. 



 

 

 

 


  




أحدث أقدم

نموذج الاتصال