ماهي صفات الشخصية الإنطوائية؟ ماهي مزاياها؟ وماهو جانبها المظلم؟

ماهي صفات الشخصية الإنطوائية؟ ماهي مزاياها؟ وماهو جانبها المظلم؟

الشخصية الانطوائية هي تلك الشخصية التي تميل إلى مشاعرها الداخلية ولا تحب ان تظهرها أو تشاركها مع المجتمع، هي تلك الشخصية التي تحب الجلوس مع نفسها فقط دون ضجيج المجتمع. ماهو تعريف الشخصية الإنطوائية؟ ماهي مزاياها؟ وماهو الجانب المظلم فيها؟ 

تعريف الشخصية الإنطوائية 

ان مايميز الشخصية الإنطوائية هو العزلة، نعم انها تحب الإنعزال عن جميع أفراد المجتمع حتى ولو كانوا من أقربائها، ترى راحتها في هذا الأمر، وربما ما يدفعها للإنعزال هو إحساسها بأنها أسمى من الآخرين لأنهم تافهين في منظورها، وترى نفسها دائما على حق وفي هذا الأمر تلتقي مع الشخصية النرجسية، إلا أن الفرق بينهما هو أن الشخصية الإنطوائية لا تفرض أراءها ولا أفكارها على أحد، في حين ان من صفات النرجسية انها تحب فرض كل شيء على من حولها. كما نعلم أن هناك العديد من الشخصيات وكل شخصية لها مميزات خاصة بها، فإن مايميز الشخصية الإنطوائية انها هي الوحيدة التي تكون تصرفاتها صريحة وتعبر عنها دون نفاق، مثلا إذا اتّخذت شخصا ما صديقا لها فهي بالفعل تحبه وتفضله لهذا أدخلته إلى حياتها المغلقة، لأنه من الصعب جدا إقتحام أسوار حياتها الشخصية، وإذا تكلمت او ناقشت موضوعا فأنا أنصح الآخر بالإستماع والإستفادة من أفكارها لأنها لاتكثر الكلام، ولكن إذا تحدثت فإنها تعرف ماتقوله وعندها مصادر موثوقة، ولأنها بطبعها لا تحب عتاب الآخرين وانتقاداتهم التي تعتبرها إزعاجا لهدوئها، لهذا تجدها في الكثير من التجمعات تستمع اكثر مما تتكلم.

مزايا الشخصية الإنطوائية 

رغم عزلة هذه الشخصية وابتعادها عن جميع أفراد المحتمع إلا أن لها مزايا عديدة جدا فقط يجب على الناس وجود طريقة للإستفادة من هذه المزايا التي من بينها مايلي: 

القدرة على تطوير الذات

لايمكن أبدا ان تجد شخصية إنطوائية بدون شغل، فهي تسعى دائما لتطوير ذاتها ومواهبها وبقدراتها الشخصية فقط دون السماح لأحد بمساعدتها، والجميل في هذا أنها تكون واثقة بنفسها وبمواهبها لهذا تكون هذه النوعية من الشخصيات الناجحة ولايقف أمامها أي عائق، كما أنها تشتغل بالموجود حتى تحصل على المفقود، فمن اقتحم عزلتها سينبهر من إنتاجاتها. كل هذا لا يعني انها لن تخفق، فعلا ستكون قد تعرضت للفشل في العديد من المرات ولكن حبها لنفسها وعزلتها يجعلها تكد ولا تمل حتى تصل إلى مبتغاها، كما أنها تحب أن تسمع إطراء الآخرين عن ما أنتجته في تلك الدائرة المغلقة التي بنتها حول نفسها. 

تحويل نقط ضعفها الى قوة

يرى بعض الناس أن الشخصية الإنطوائية لا تمتلك الثقة في النفس وتخاف من مواجهة المجتمع في حين أن هذه النوعية من الشخصيات ترى هذه الأمور من زاوية أخرى تجعلها تقلب كل الأمور لصالحها ومن بين هذه النقط مايلي: 

السكوت أثناء التجمعات 

معظمنا يصنف الشخص الطويل الصمت بالخجول، في حين أن هذا الشخص يفضل الإستماع بدون ان يتكلم، وهذه النوعية تستطيع أن تُصنف الناس من حولها لأنها كانت تركز كثيرا في حديثهم وحراكاتهم وتصرفاتهم، كما أنها تعطي لنفسها فرصة للتأكد بما ستحدِّث به الآخرين لأنه عندما ستنطق طبعا سيصمت الجميع ليلتفت نحو هذه الشخصية المنزوية والصامتة منذ وقت طويل ماذا ستقول، وهي بهذا الأمر جعلت الكل يلتفت إليها ويهتم بما ستقوله لأن الغموض الذي نسجته حولها جعلها جذابة لرغبة الفطرة البشرية في التطفل والفضول. 

صدق المشاعر

إن فطرة الناس هو حب التطفل على حياة الاخرين لهذا فهناك العديد من المتطفلين يتسمون بالنفاق والكذب على الآخرين فقط لمعرفة ما يروج في أدمغتهم وفي بيوتهم... الخ، وهذه الصفة لا يمكن للشخصية الإنطوائية أن تتسم بها نهائيا، لانها لا تهتم الا بنفسها وحياتها ولا يهمها مايجري حولها في حياة الآخرين، وكما قلنا سابقا هي لا تحب من يتطفل عليها فهي في هذه النقطة تحب لغيرها ماتحبه لنفسها، ولهذا فإذا سمحت لشخص ما أن يصادقها أو يكون رفيقها فهي وثقت به جدا وعرفت كيف تختاره من بين العديد من الناس من خلال إستعمال النقاط التي يراها الآخرون ضعف، ولكن بِصَمتها وتركيزها الجيد على كيفية حديث الناس وتصرفاتهم، ومن خلال هذا الخضم استطاعت ان تنتقي أفضل وأحسن شخص بالنسبة لها ليكون صديق دربها، وفي المقابل فهي أيضا ستكون له أكثر وفاءا وصدقا، ولا تحب الخداع وخصوصا في المشاعر لهذا تعتمد في العلاقات على الجودة لا على الكمية. فهنيئا لمن صادقته الشخصية الإنطوائية لانه سيشعر بالإهتمام الحقيقي والتميز ولانه تم اختياره وتفضيله في وسط العديد من الناس ليكون مقربا منها. 

 الجانب المظلم من الشخصية الإنطوائية 

رغم كل كل ماتتميز بها الشخصية الإنطوائية من صفات حميدة إلا أن لها سلبيات عديدة أيضا يمكن أن تؤثر بها على نفسها وعلى المجتمع والتي من بينها: 

عدم القدرة على العمل الجماعي

لو فرضنا أن هذه النوعية من الشخصيات لها عمل في شركة ما، وفُرض عليها العمل الجماعي مع زملائها فهناك ربما سيتوقف عقلها لأنها لا تعرف إلا العمل لوحدها دون مساعدة احد، وحتى إن أَجبرت نفسها على العمل فربما لن تنجح في التواصل مع الآخرين، لأن العمل المشترك يعتمد على الأخذ والعطاء، وهذه الصفة تفتقدها الشخصية الإنطوائية لأنها لا تحب أن تأخذ برأي الآخر ولا تعطي رأيها لأحد، وهنا فعلا ربما ستحصل المشكلة لهذه الشخصية وربما ستضطر إلى ترك عملها أو التنازل عن مبادئها مثل الغموض لكي تستمر في عملها. 

خسارة الناس

نعم، الشخصية الإنطوائية تحب الهدوء والصمت وهذه الأمور لن تتوفر إلا بالإبتعاد عن الناس ولكن حسب القاعدة البشرية فإننا لا يمكننا دائما ان نبتعد عن أبناء جلدتنا فنحن اجتماعيين بطبعنا. فلنفرض مثلا أن هذه الشخصية مرضت مرضا تحتاج فيه للآخرين، مثلا نقلها للمستشفى او إجراء المساعدات الأولية كي لا يتفاقم وضع مرضها، فكيف للناس أن تعلم بهذا الامر وذلك نتيجة لقلة التواصل معهم، وحتى لو كانوا على علم بمرضها فهناك من لن يقترب انتقاما منها، وهناك من لن يمد يد المساعدة خوفا من الرفض والصَّد. فهذه واحدة من بين سلبيات العزلة. ومثال ثاني من هذه السلبيات، لنفرض ان هذه الشخصية عندها مناسبة فرح، ونحن البشر بطبعنا نحتاج من يشاركنا جميع حالاتنا كيف ماكانت، فعندها هي ربما لن تحس بهذه اللحظة الجميلة في حياتها لان إنزوائها أفقدها الكثير من الناس سواء أصدقاء أو أقرباء. 

امتصاص مشاعر الخرين

قلنا سابقا أن الشخصية الإنطوائية تستمع أكثر مما تتكلم، هذه النقطة كما أنها ميزة جيدة إلا انها أيضا نقطة سيئة، فمثلا لو فرضنا أن هذه الشخصية جالسة وسط مجمع ما وبدأ الناس الموجودون من التشكي وتفريغ طاقاتهم السلبية كل واحد منهم ونوع شكواه، هذا مريض، وذاك مديون، والآخر عنده مشكل عائلي... الخ، في حين أن شخصينا التي يدور حولها موضوع هذا المقال جالسة تستمع فقط وكما نعلم انها تحسن الاستماع، بهذه الطريقة تكون قد امتصت كل مشاعر هؤلاء الناس وتلك الطاقات السلبية التي أفرغوها بالحديث، وبما أنها لم تتكلم فحتما ستصاب بالحزن والاكتئاب ذلك لانها ستظل تفكر في مشاكلهم وتحاول تحليلها ووجود حلول فتحقن نفسها بالمشاعر السلبية.  

نصائح للشخصية الإنطوائية 

شيء جميل أن تسمع للآخرين وخصوصا لمشاكلهم من أجل مساعدتهم، ولكن هذا الأمر يجب ان يكون في حدود كي لا يؤثر على نفسيتك بالسلب. شيء جميل أن نشتغل ونطور مهاراتنا بالاعتماد على أنفسنا، ولكن لا ننسى أننا لابد أن نحتاج للآخرين، لان العمل المشترك وخصوصا مع أناس جادين يصل إلى مراتب عالية، كما يجب أن نتذكر أن اليد الواحدة لا تصفق. شيء جميل أن نبتعد أحيانا عن الناس لإعادة ترتيب الافكار والراحة النفسية، ولكن لا ننسى أننا جنس اجتماعي كما قال الله تعالى في القرآن الكريم «يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير». 

خلاصة

 كل هذا التحليل الخاص الذي كتبناه في هذا المقال عن الشخصية الإنطوائية لاينطبق مائة بالمائة على من يتسمون بهذه الشخصية، فقط قد يكون ينطبق على 60٪ من هذا النوع من الناس، لهذا لا يجب اتهام أي شخص بأي صفة قبل التعامل معه ومعاشرته. 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال